هي الزرقاء ،، من بني جديس ، من أهل اليمامة
مضرب المثل في حدّة النظر وجودة البصر
يقال لها
زرقاء اليمامة وزرقاء جوّ
لزرقة عينيها
وجوّ هو اسم لليمامة
قال المتنبي
وأبصر من زرقاء جوّ لأنني إذا نظرت عيناي شاءهما علمي
قالوا
كانت تبصر الشيء من مسيرة ثلاثة أيام
وذكروا من أخبارها
أن قوما من العرب غزا اليمامة فلما قربوا
من مسافة نظرها قالوا
كيف لكم الوصول مع الزرقاء! فاجتمع رأيُهم
على أن يقتلوعوا شجرا تستر كل شجرة منها الفارس إذا حملها
فقطع كل واحد منهم بمقدار طاقته وساروا بها
فأشرفت كما كانت تفعل
فقال لها قومها
ماترين يا زرقاء ؟؟
وذلك في آخر النهار
قالت
أرى شجرا يسيرُ
!!
فقالوا
كذبتِ أو كذبت عينُكِ
واستهنوا بقولها
فلما أصبحوا صبَحهم القوم فاكتسحوا أموالهم
وقتلوا منهم مقتلة عظيمة وأخذوا الزرقاء
فقلعوا عينها فوجدوا فيها عروقا سوداء
فسُئلت عنها فقالت
إني كنت أُديم الإكتحال بالإثمد فلعل هذا منه
وماتت بعد ذلك بأيام
وقد قيل فيها من القصائد الشيء الكثير واذكر لكم منها
قصيدة الاعشى وقد قال فيها
قالت: أرى رجلاً في كفه كثف
أو يخصف النعل لهفي أية صنعا
فكذبوها بما قالت فصبحهم
ذوو الحسان يزجي الموت والشرعا
وقد قيل ايضا
زرقاء ويحك لو تدرين ما فعلت
من بعدك الأرض أو طافت بأنوار
زرقا اليمامة لم تخطئ نواظرها
تحذر القوم من غازٍ وغدار
لله عينك يا زرقاء ما كذبت
لكن تباطأ القوم عن غدرات أشرار
ما خنت قومك لا بل كنت ملحمة
غنى بها الدهر في نثر وأشعار